السبت، 22 نوفمبر 2008

هل يتحول تأسيس جمعية للمدونين في تونس من حلم إلى حقيقة؟

هل يتحول تأسيس جمعية للمدونين في تونس من حلم إلى حقيقة؟

سفيان الشورابي

يبدو أن الظروف الفترة هاذي قد بدأت تنضج من أجل تكوين هيكل يجمع عموم المدونين التونسيين داخل إطار ينظم العلاقات بينهم ويعمل حل الإشكاليات التي تطرح بين الفينة والأخرى (لعل أهمها الخلافات التي تحدث بين عدد كبير من المدونين، إضافة إلى عمليات الحجب والصنصرة التي ما زالت تطال المدونات). لن أكتب نصا طويلا هنا أما حبيت نطلق الفكرة على الملأ ونطرحها على المدونين سواء الموافقين على الفكرة أو الرافضين لها من أجل مزيد التعمق فيها وإنضاجها حتى يكون المشروع النهائي إن تحقق، نتيجة لنقاشات مفتوحة وحرة بين المدونين التونسيين. و لعل أبرز الإشكاليات التي يمكن أن تعترضنا هي:

أولا: جل المدونين يخيرون استعمال أسماء غير حقيقية وذلك لعدة أسباب معروفة، فإذا تم الاتفاق على تأسيس الهيكل كيف سيكون النشاط في صلبها بالنسبة لهؤلاء؟

ثانيا: ستُطرح كذلك قضية اعتراف السلطات الإدارية بالجمعية من عدمه، فما هي أهم الوسائل الممكنة التي تكفل بتحقيق هالغاية؟

ثالثا: مسألة تسييس الهيكل، حيث يحتاط عدد من المدونين من التعامل مع الذين يصنفون في خانة المعارضة للحكم، ما هي الطرق التي تسمح للجميع بدون استثناء في النشاط على قدم المساواة؟

طبعا، ثمة برشة نقاط أخرى مرتبطة بالموضوع، وأعتقد أن الوقت قد حان من أجل النقاش فيها بكل عمق ونضج ومسؤولية.


هناك 9 تعليقات:

Sami Ben Gharbia يقول...

أهلا سفلايان:

مبدئيا أنا ضد أي محاولة ل"تنطيم" عملية التدوين أو لهيكلة أو جمع المدونين في جمعية أو نقابة أو هيكل، رغم كل النوايا الحسنة. أعتقد أن أي مسعى من هذا القبيل هو معاكس لطبيعة التدوين اللي نجحت في فرض نمط جديد من الامركزية و استعصت على محاولات التنطيم و من ثمة السيطرة عليها.

كنت كتبت تدوينة تمس الموضوع هذا:

http://www.kitab.nl/2008/03/31/maktoobblogs-arab-bloggers-union/


محاولة التكلم باسم المدونين و السعي لإنشاء إتحادات "رسمية" أو شبه تجمعهم أو تمثلهم ليست بجديدة و قد بائت أغلبها بالفشل لتعارضها الشديد مع روح و خاصية التدوين التي ترفض العقلية المؤسساتية و البيروقراطية التي يسعى البعض، بحسن أو بسوء نية، لفرضها على المدونات العربية. و لا أذكر أنني سمعت يوما بوجود مثل هذه المبادرات خارج العالم العربي الذي يبدو و كأنه فـُطم على أنشاء الإتحادات الفاشلة على شاكلة الجامعة العربية و اتحاد المغرب العربي و غيرها من آليات "التأطير". و كنا قد تابعنا كيف حاول المجتمع الرسمي للمدونين السعوديين ( أوكساب ) الإلتفاف على التدوين السعودي عبر أهداف تتراوح بين "نشـر وتطوير ثقافة التدوين، و رعاية شؤون المدونين" و بين " تأطير الكتابة في المدونات ضمن إطـار الشريعة الإسلامية و العادات و التقاليد الصحيحة " ثم كيف ووجهت هذه المبادرة بالرفض من قبل فؤاد الفرحان و زملاءه أحمد العمران و غيرهم من الذين رفضوا الإنزواء تحت لواء "المجتمع الرسمي للمدونين السعوديين".

فقد تهالت علينا أنباء إنشاء إتحاد للمدونين العرب و اتحادات فرعية في كل من المغرب و اليمن و لجان خاصة بالعضوية و التنظيم و أخرى خاصة بالإعلان و لجنة الدراسات والمشاريع و لجنة الفروع القطرية و هيئة إشراف على انتخابات الهيئة الادارية و هياكل تذكرنا بالبيرقراطية العربية العقيمة.
و في حوار أجراه مع جريدة "الصحافة" التونسية المختصة في اللغة الخشبية، صرح الدكتور محمد شادي كسكين مؤسس اتحاد المدونين العرب أن أتحاده:

kacem يقول...

1- باهي ، الجمعيّة مهمتّها موش الكلام ألي جاء في تدوينة سامي بن غربيّة ، موش هذاك الي تشرشلي عليه التوانسة ! الكونسابت متع الجمعيّة ما يفرض حتى شيئ و على أي مدّون بمعني ممارسة التدوين متاعو كما شاف ، و كيما حب و كما كان ...ظرورة الجمعيّة هذه باش وقت ألي تصّب المطر ...يلقى الواحد علاش و إشكون إعمّل ...هذه لازمها إتكون داخلة في الأستراتيجيا الديفاعية البعيدة المدى ...للمدونين ، يمشي مدّون صغير يكتب نص ما إيجيش على ذوق عمّار و إلا يغلطشي في حاجة ...الجمعية إتولي تاقف معاه ...و تساندو ...و كان ألزم ...تعمل موبيليزاسيون كاملة ...هاهو كيفاش ...الحكاية !!! على و عسى ...وين يدري أش إصير !

2- موش لازم إتكون الجمعية التونسية ! كما الجمعيات متع العرب ..الكل !!! و ألي الأن مازلنا ..إنقؤرّ فيهم ..و زيد على ذلك ..موش كان حاجة ما صارتشي في فرانسا و إلا األمانيا ..معناتها ما إتصيرش عندنـــــــــا ...لايوجد شيئ عند فرنسا و إلا إنقليترّا لتتعلّمه جمهورية قاسم ...

3- شّويه بروفوكاسيون

الي ما هوش حاب ...عندنا كيفاش إنحبّبوه ...و ألي ما هوش فاهم ..عندي كيفاش إنفّهمــــــــــو ...طرق خاصّة : ثمّة تيتــــــــانيك !!! و ثمه الدّم الفاسد ...و ثمّة تحت الصّور ..و الشيئ مازال هابط من السّماء.

Houssein يقول...

Désolé Sofiène. Ça ne marche pas. 100% en accord avec Sami là dessus.

En passant, il y a eu quelques tentatives par le passé, pour créer une association des blogueurs tunisiens qui n'a jamais abouti.

ferrrrr يقول...

اهلا سفيان الفكرة سليمة و ايجابية السؤال الوحيد هو: آش نعملو بيها الجمعية؟ للتضامن و التآزر؟ موجود بيناتنا من غير جمعية، الامثلة كثيرة، واحد حجبولو المدونة، بعد ربع ساعة عشرين مدون ما يعرفوهش نشروا في المدونات متاعهم النص متاع صاحبهم المحجوب. الجمعية ما تزيد كان شوية بيروقراطية و "تكبرين"، و هذا موش معناه اللي انا نطعن في نوايا الفعل، ابدا.

Sofiene Chourabi يقول...

@ Sami Ben Gharbia

بعيدا عن النظرة التشاؤمية أو الانهزامية، انا أعارض موقفك هذا، وذلك للاعتبارات التالية:
1. تكوين جميعة لا يعني بالضرورة فقدان المركزية أو محاولة السيطرة على أحد، فكل ماستعمل من أجله الجمعية هو تنظيم المدونين فحسب، فلا أظن أن جمعية الصحافيين قبل تحولها لنقابة كانت تسيطر على احد أو تمنع أي أحد من التعبير عن رأيه مثبما أراد ذلك، أو أن جمعية لمحبي الطيور همما الوحيد السيطرة على جميع محبي الطيور في تونس.
2. فشل التجارب التنظيمية والمؤسساتية في عالمنا العربي ليس قضاء وقدرا، بل يعود في جزء كبير منه الى سوؤ تقدير الانظمة العربية، كما أن عدم نجاح بعض التجارب لتكوين جمعيات للمدونين في الدول العربية يعود بالأساس لمحاولة نفس تلك الأنظمة احتواءها وتدجينها وتوظيفها لمصالحها. وهو ما لن نقوم به، ستكون الفكرة مخاض ارادة من المدونين أنفسهم وليس عملية مفروضة من طرف الأجهزة الادارية.

أنا،وعلى نقيضك تماما، متفائل جدا خصوصا وان بداية نقاش انطلقت منذ فترة زمنية قصيرة بين عدد من المدونين التونسيين المعروفين باستقلاليتهم وبجرأتهم على تأسيس هذا الكيان، ولن نخال أحد من الذين يؤمنون بالكلمة الحرة سيرضون على انفسهم سقوط مشروعهم لتأسيس جمعية في فخ التلاعب والتوظيف

Sofiene Chourabi يقول...

@ Houssein
انتظر منك شرحا لأهم اسباب فشل التجارب السابقة، فهو من المؤكد أنه سيفيدنا في المستقبل إذا استطعنا تفاديها

Sofiene Chourabi يقول...

@ ferrrrr
اللي يجمعنا صحيح هوما زوز حاجات: نواينا الطيبة والسليمة، وعقلية التضامن والمساندة. هذا ما نتفق عليه.
وهو غير كاف لوحده، نحتاج لنجاعة هذين الحافزين، تصور لو نحن نجتمع معا في اطار هيكل يقوم بتنيظم ملتقيات جماعية بين المدونين، فمنها فرصة نستغلها لكي نتعرف على بعضنا البعضة وايضا موعد لتجاوز الخلافات التي قد تحدث بين الفينة والأخرى، ألى ترى أنها فرصة من أجل تعميق روابط التضامن القائمة أصلا.

Sami Ben Gharbia يقول...

خويا سفيان، ربي يوفقكم في مسعاكم.

نظرتي ما هيش تشاؤمية كيما وصفتها، بل العكس هو الصحيح لأني كنت و ما زلت متفائل بقدرة التدوين على العصيان و رفضوا لكل عملية تأطير، حكومي أو غير حكومي. و هذي هي قوة التدوين. الخاصية هذي لا يمكن تغافلها عند معالجة الظاهرة او عند السعي إلى هيكلتها.

ثم المقارنة بجمعية الصحافيين في غير محلها للطبيعة المختلفة بين نشاط مهني و نشاط غير مهني.

Sofiene Chourabi يقول...

صديقي العزيز سامي،
لا اعتقد ان تكوين جمعية للمدونين يهدف إلى السيطرة عليهم، وانما يتنزل تكوينها بقصد تجميع طاقتهم، ونشر فكرة التدوين لدى عموم التونسيين حتى يصبح لما لا لكل تونسي مدونة من خلالها يعبر عن آرائه ويتحدث بكل حرية.
أعلمك صديقي سامي ان الحكومة تعتزم قريبا سن قانون بخصوص الاعلام الالكتروني ومن المنتظر ان يكون هذا القانون محدا بدرجة كبيرة من حرية التدوين، ولذلك من الواجب التنظم منذ الآن لحسن التعاطي مع ذلك القانون